ملتقى الإبداع والمبدعين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى الإبداع والمبدعين

بسم الله الرحمن الرحيم ( وما توفيقي الا بالله )


    على شراشف أنثى

    avatar
    حواء مسعد
    مبدع جديد
    مبدع جديد


    الجنس : انثى عدد المساهمات : 3
    نقاط : 10158
    تاريخ التسجيل : 08/02/2015
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : طالبة ماجستير- كتابة - رسم -مطالعة
    المزاج المزاج : متقلب

    على شراشف أنثى Empty على شراشف أنثى

    مُساهمة من طرف حواء مسعد الأحد فبراير 08, 2015 5:56 pm


    على شراشف أنثى

    أنت تشبه الرجل وهي ليست بالقرب منك ... أنت نصف رجل وهي النصف الآخر من رجولتك ... تنحدر منك وتأبى أن تعيدها إليك ، منتصرة عليك فقط ...حين تعلن أنها لم تعد في حاجة إلى استخدام ظلك ، مهزومة فيما تبقى من الحالات ... قوتها في قيود ضعفها ...في أنوثتها ... في رقتها ...كلما اقتربَتْ من رسم صورة تشبهك على وجهها شعرْتَ بالخوف... وهل يسليك أن تعلم أن المحاكاة ليست إلا الشكل الأصدق للتعبير عن الإعجاب...الشكل الأصدق للإطراء ...
    لا يمكنك أن تكون صريحا ولو لمرة ...لأنك لا تملك أن تقول لها أنا أحتاج إليكِ ، أما بالنسبة لها ، فلا حاجة لأن تكون صريحا...! فخدمتها لك...جعلتها بفطرتها تدرك كم أنت '' لا شيء'' من دونها...
    أيها الرجل الذي ضيع نصفه... تعتقد أنك تقوى على الموت لمجرد أنك رجل...تعتقد أنها سرقتك من نفسك... ولا تعلم أنها سرقتك من نفسها ...وتضمر لها أنواع اللوم لأنها لم تشبع ساديتك ...حتى وأنت في أحشائها ...
    وتحسب لها ألف حساب...لأنها وفي أوْج قوتك تستطيع أن تجرّك إلى التفكير مثلها...فترتكب حماقات ليست لك...ولأنها ...تجعلك دائما تفكر في هموم غد لم يأت بعد ...ولأنه في إمكانها أن تقودك إليها وقتما تشاء هي ...وأنت تنسى في سرور أنك لا يجب أن تعود إليها...!
    كلامها كثير بلا معنى ... يشبه الفوضى التي في رأسها ...يتعبك ...يقضّ مضجعك ... لكنك لا تحبها أن تتوقف عن الكلام ...لأن صمتها - ببساطة- سيقتلك، صمتها وصمتك يعني حياتها وموتك ... وخلف ستائر الأنوثة يصبح الصمت ملعونا، يجردك غموضها من كبريائك ...وينتهي فصل الرجولة بفرقعة من إصبعها ...وتضرب الرجولة لك موعدا آخر... مع موت آخر... تحت نوافذ الانتظار...
    بينما يتقاطر دهاؤها ومكرها في العتمة، تستلقي أنت على فراش الغفلة، لكي ترسم بدهائك - الذي تدعيه - خطط اليوم القادم... هو يوم تكشف فيه خيوطٌ الشمس كل ألاعيبك...هي تعرف عنك كل شيء منذ كنت في أحشائها ...لأنها هي من زودتك بجرعات الرجولة قبل أن تغادر أحشاءها مصابا بفقدان الذاكرة الجزئي، لكي تقضي ما تبقى من حياتك تائها في صحاري الرجولة القاحلة، تدفع ثمن نكرانك للجميل الذي خلفته جرعات الرجولة الزائدة ...
    كم تهوى احتماءها بجناحك الضخم، كما تهوى هي ذلك، وكم يضيف ذلك إلى عمر رجولتك... لكن مشكلتك أنك تنسى نفسك وتغفل... وتطبق عليها جناحك...فيصبح للرجولة عندها ...طعم آخر ! وتنتهي أنوثتها ورقتها بين فكي رجولتك...
    هل عليك أن تكون ذا كبرياء لأنك رجل ...!؟ وهل عليها ألا تنافسك فيه لمجرد أنها أنثى أليست هي الأحق به منك ...!؟ أم لأن كبرياءها يحميها منك ومن جموح رجولتك وإلحاحه...هي تعرف... لكنها تتمنى لو أنها لم تعرف...تريد أن تتلذذ بجهلها فيما يتعلق بالرجولة...تريد أن تتذوق لذة اكتشاف الجديد... تفتعل الجهل مرتين ...مرة حينما تريد مراوغتك وكشف أكاذيبك، ومرة لأنها تريد أن تكذب على نفسها وتستمتع بالاكتشاف المفتعل. إنها تستطيع حتى أن تتصور ما كانت عليه في أحشاء أنوثتها المستنسخة، أما أنت فلا تعرف عنها ولا تذكر منها شيئا... تفكر بمنطقك ... وتعتمد عليه كل الاعتماد ، و في غياب أدوات المنطق تصبح عاجزا ...! بينما في غياب المنطق وفي حضوره، يبقى الحدس الأنثوي يقظا حذرا...فيكتفي بأن يجمع نفسه حتى يصل إلى المطلوب ...فيقحم نفسه حتى في ترتيب شراشف سريرها...وفي إضاءة جوانب من خجلها، وفي تقريبها من تذوق أنواع الموت...دون أن تموت. حدسٌ جعلها تفهم الرجل حتى في صمته، وتصب له الدموع في كؤوس الرضا حتى لا تبدو كالدموع... في أوقات ضجره، وتعبث بقناديل ليله من حيث يختصر الطريق إلى النوم على جوانب رجولته، وبحدسها الأنثوي ذاك...تغلق أبواب الماضي وتنفض يديها منه...مقبلة على حاضر التمست فيه بلسما لجراحها...
    هكذا هي...قصصها تنتهي بسرعة وعواطفها تتجدد كل لحظة ...هكذا هي...لا تستسلم لجراحها... لها أسلوب لا شعوري أرقى !في التعبير عن جراحها حيث تضمد كل ذي جرح قد جرحته أيادي الغدر... هكذا هي...! تحب دائما أن تعود إلى السطر ...تسامح مع أنها لا تحب ذلك...تسامح حتى دون اعتذار منك...لأنها سواء بقيت معك أم رحلت فإنها أرق من أن تحمل في قلبها ...مع ذلك عليك أن تحذر ... !!! وألا تبالغ في جرحها لأن للمرأة حدا تصل إليه حيث لا ينفع معها الاعتذار، بل إن الشيء الوحيد الذي يشفي غليلها هو '' الانتقام''... الذي يرسمه الحدس والدهاء الأنثويان في أفضع صوره...وهو انتقام لا مفر منه... ولأنها تعلم أنك على استعداد، فإنها لا تهاجمك من الخلف حتى ... بل لها أساليب لا يمكنك رد الأذى فيها عن نفسك... لأنك ستكتفي حينها بسكب الدموع إلى داخلك...والجميع يعرف أن انتقام المرأة أشد أنواع الانتقام فتكا ... فالانتقام عندها يصبح هاجسا ومرضا لا شفاء منه.
    هكذا هي...تحمي نفسها من نفسها، فالخطأ منها أبشع بكثير مما لو ارتكبته أنت ...وفي حنوها عليك تجد مرارة ضعفها...وتمتزج أصوات العويل والتنديد معلنة عليها الموت...بينما تفوح منك رائحة الخطيئة العفنة كما لو أنها عطر باريسي نفاذ... هي وحدها تشم تلك الرائحة العفنة ...هي وحدها تعرف مصدرها ...حتى في أحْلَكِ أنواع الغدر تحاول ألا تصدق أنه قد غُدِر بها ...تريد سببا مقنعا للرحيل، تقنع على الأقل به نفسها...تحاول أن تستمر... بحثا عن الضربة القاضية ...حينها فقط سترحل من غير رجعة... ألاعيب الرجال قصيرة قِصَر الرجولة...فلماذا تعيد الكَرّة وأنت تعلم أن لشهواتك طعم السعادة المقتضبة ...
    أنت تعلم أن الدموع مجرد سلاح لدى الأنثى ، وتردد المقولة بنبرة كأنك عرفت الطريق إلى النصر... و لازلت إلى هذه اللحظة...تعجز عن مقاومة دموعها ... حتى صاحب هذا الاكتشاف الرهيب !! في حد ذاته عاجز عن مقاومتها... هذا هو...! إن الأنثى حتى لو كشفت أوراق لعبتها لك، فلن يغير ذلك في الأمر شيئا...لأنك ستبقى عاجزا عن تلافي شرها ...فرجولتك تنساب مع رقتها ...ومع انهمار دموعها ...
    وإن كنت قد شممت غدرا منها، سارعت إلى إضفاء المزيد من التراجيديا الرجولية على خيانة أنثوية، لتلبسها رداء الاتهام وتنحني على أدلة الخيانة تفتش عنها وأنت أعلم منها بالأماكن المخبأة بها ...أنت وهي فيكما من بذور الغدر ما يجعلكما متساويين...فلما عليها أن تتحمل عبء الخطيئة لوحدها وقد كنت تملك رد الخطيئة عنك ...
    بلا استقرار تقترف الذنوب وتعبر بحر اللاسبب... وكان بإمكانك أن تكتفي بأنثى كانت تعبق البيت بعطرها حتى الثمالة...بل... أنت أقرب منها إلى الخيانة في كل الأمكنة وكل الأزمنة ... فالقناعة بالنسبة لك...أغنية جميلة ...تنحدر من كتب أفلاطون ...تشعر بحاجة إلى الثمالة وأنت على الثمالة...وتقنع نفسك وتقنع كل أنثى قد مرت من أبواب جنونك...بأنك مضطر...
    كم رمتك الطرقات على ضفاف غرورك ...وكم رست بك الوعكة الصباحية بين شراشف الخيانة على شواطئ المذلة، التي تولد كل يوم في أحضان الذاكرة الأنثوية ... تنظر إلى انحدارها من ضلع به اعوجاج ...وتنسى أن ترد الضلع إليك... وهو جزء منك ...وليس لك أن تنكر جزءا منك حتى ولو كان به اعوجاج ...ثم لقد تحتم عليك أن تُبقِيَ الاعوجاج كما هو...لا حرصا منك عليها... ولكن لأنك تخشى أن يكون الرضا بالاعوجاج أسلم مما يضمره التقويم ...
    بعد أن هطل المطر ...أينعت صباحات الأنوثة في فنجان قهوتك ...ورقصت على طاولة كتبك ...وأشعلت فيك حب المعاني لتكتب ... وكما تفعل بك كل مرة ...على زورق الإلهام تجعل رجولتك في كلماتك ...وتصبح دموعها حبرا لك، لأنك لولاها لما كنت الأديب الذي احتكر رفوف الكتب ...لما كنت ذلك الرسام الذي جعل من مخيلته سجنا لها، فتجعل من الألوان الملطخة على لوحةٍ موضوعا لها إن هي وصلت به إلى التجريد ...ومعبرا لرجولته إن رسمها كما تبدو في الواقع ...لما كنت ذلك الرجل الذي يغني لجمهوره ... وقد غمرته لجج الأنوثة بجنون لا يفصل بينه وبين الموت إلا رغبة دائمة في أن يغني لها وهي ملهمته ... عندها يُظهر ما في سريرته بفضاضة لا يهمه سوى أن يعترف بكل أنواع أمراضه وجرائمه...والجميع يتلذذ بذلك لأنه ... رجل....! الشيء الوحيد الذي يأبى الاعتراف به هو أنها تشاركه هذا النجاح ...فكل نجاح لرجل هو نجاح لامرأة معه كذلك، بينما نجاح المرأة هو نجاح لبنات جنسها يضاف إلى تحدياتها على كوكب احتكره الرجال ...
    لا تغضب...! فقد نجَحَتْ لأنها تحدتك ...واعتقدْتَ أنها سرقت منك نجاحك فقط لكونها سارت في الطريق الذي سرت أنت فيه ...
    كم كنت تدّعي القوة أمامها وهي تشكو لك أمراض الزمن المتسربة إلى جسمها ...وما إن يصل شيء من نسائم الألم إلى رأسك حتى يرديك طريح الفراش طفلا صغيرا يصرخ من الألم... ! كأنما تستجدي بذلك اهتمامها وهي التي لم تنشغل عنك يوما ...! و ما إن تضع يدها على جبينك حتى يزول الألم ...!
    أيها الرجل ...ذلك الطفل بداخلك ... لن يكبر أبدا ...ربما لهذا السبب فقط لا يخشى الرجال التقدم في السن مثلما تخشاه النساء ...فالمرأة تُشعِر الرجل دائما بأنه مازال صغيرا...لكنها رغم هذا الجميل الذي صنعته... تكون قد شجعته على النظر إليها - كلما تقدمت في السن - على أنها بحاجة إلى البديل الذي سيكون له نفس المصير هو الآخر...! وقد كانت كالمجنونة لسنوات تكلم مرآتها ...! وتلطخ وجهها بالمساحيق ...وتغتسل بالعطر ...وتشرب منه إن اقتضى الأمر...!!! وتحارب أي مظهر للرجولة قد ينفّر الرجولة منها ...أما أنت....فلطالما كنت تقنعها بصمتك المتعجرف أن العطن و تراكم الأوساخ ومظهرك البدائي، لا ينقص من رجولتك شيئا... هذا إذا لم يضف إليها...!!! فامتزجت في لا شعورها خواطر الاستعباد في ''شكله المقلوب'' ... وراحت ترتكب في حق نفسها كل أنواع التحقير - ولو كانت على كرسي العرش - مقتنعة بما هي عليه. وأنت ما زلت تستعبدها وأنت تعرف بينك وبين نفسك... أنها الملكة التي تحكمك ... !!!
    ثم أراك لا تجد الوقت لها لتحتفل معها بعيد الابتسام … لكنك تجد الوقت لتشق سراديب حزنها التي تُهْتَ فيها آلاف المرات دون أن تصل إلى شيء، أنت سر أكثر الأحزان التي تنعقد في عينيها... أنت المقتصد في رجولتك عندما تتحايل هي في حيرة لتسرف في أنوثتها...أنت الذي أجبرتها على تجميد ماء البحر لتصل إليك على قدميها ...وأنت الذي تقترض الحزن من عينيها لتصنع لها حزنا آخر غيره...تحترق من أجلك بلا سبب ...أمَّا لك... وأختا و زوجة ... وفي كل الأحوال التي تثبت لك فيها أنها امرأة ... وأنت تحتفظ بمفاتيح سعادتها في جيبك وقد طالها الصدأ... !
    هي الأنثى التي حتى وهي في أعلى مراتب غضبها ... يتقاطر شرها في عذوبة ورقة ... حتى في انتقامها تحب أن تريح ذبيحتها ...ومازلت مع ذلك تشرب من دموعها وتطلب منها المزيد ...وما أنت بمرتوٍ...
    وعندما تود أن يأتي منها القرار بالرحيل... تطلب منها ما لا قِبَل لها به ...وهي تعلم أنك تستقطر عجزها، لتمضي هي خلف أبواب الكبرياء تاركة حقائب الرحيل التي أنت حضرتها... مستعجلا إياها الانصراف ....
    لطالما كنت جزءاً من ملحمة صبرها على مرّ العصور ...ولطالما أورثتها الخطأ وأنت كلَّك نصفُه، كنت تملك عندما حثتك على الأكل من الشجرة أن ترفض وأن تزجرها ...لكنك لم تفعل... وما كنت في كل الأحوال باقيا في الجنة وقد قدّر الله لك النزول إلى الأرض، لأنه يوم خلقك... لم يخلقك من أجل الجنة... بل من أجل تعمير الأرض...وطفقت منذ ذلك الوقت تشعرها بالخطيئة...حتى أصبحتْ تبحث لك مع كل صباح يولد...عن شكل جديد للاعتذار عن ذنب اقترفته معك...!!! وترسبت مشاعر الذنب المتضخمة في عمق لا شعورها ...
    لماذا لا تجد لك شيئا آخر تجرب عليه رجولتك غير ضعفها...ولماذا لا تقف للحظة ولو لمرة على قمّة فضلها لترى كم رفعتك ...! وكم أنزلتها إلى الحضيض... أمَّا وأختَا وبنتا وشريكة ... عليك أن تعلم... حواء ستكون لك في الحدود التي ستصبح أنت فيها لها...فرفقا بالقوارير...يا آدم...



      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 9:45 am